مع تطور الأبحاث في مجال تغذية الرضع، زادت المعلومات حول فوائد اللبن الصناعي والرضاعة الطبيعية، وأصبح القرار مبنيًا على العلم، لا العاطفة وحدها. فما الذي تقوله الدراسات الحديثة عن الفرق بين الخيارين؟
أظهرت دراسات أن الأطفال الذين يرضعون طبيعيًا أقل عرضة للإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، والإسهال، والحساسية. كما أشارت أبحاث إلى أن الرضاعة الطبيعية تحسن تطور الدماغ بفضل احتوائها على أحماض دهنية معقدة ونسب دقيقة من العناصر الغذائية.
لكن في المقابل، أظهرت تقارير أن الأطفال الذين يتغذون على اللبن الصناعي بشكل حصري لا يعانون من تأخر في النمو إذا كانت التغذية متوازنة وتمت متابعتهم طبيًا. بعض الشركات تعمل على تعزيز تركيبة الحليب الصناعي بإضافات مثل البروبيوتيك والفيتامينات لتحسين الفوائد الغذائية.
توصي منظمة الصحة العالمية بالرضاعة الطبيعية الحصرية في أول 6 أشهر، ولكنها تعترف بأن اللبن الصناعي يمكن أن يكون بديلًا آمنًا في حال تعذر الرضاعة الطبيعية. ولهذا أصبح التركيز حاليًا على دعم قرار الأم، وتثقيفها حول حسنات كل خيار، بدلاً من فرض خيار واحد.
المهم أن تكون الأم على دراية بالمعلومات الطبية الدقيقة، وتلجأ للطبيب أو مستشارة رضاعة لاتخاذ القرار الأنسب لحالتها.
في النهاية، اللبن الصناعي والرضاعة الطبيعية ليسا في صراع، بل كلاهما وسيلة لتغذية الطفل، ويجب دعم الأم في أي طريق تختاره من أجل صحة وسلامة صغيرها.